هجرات عظمى مع الإعتزار لقناة "نشينوال جيوجرافيك"

إنهم يهاجرون بالملايين و يقطعون الاف الكيلو مترات تختلف الأسباب و تتعدد التوجهات خلال تلك الهجرات و تتشابه الأسباب لكنهم أيضا يموتون بالملايين. خلال تلك الرحلات. قذ يظن البعض أن محتوى هذه المدونه ماخوذ من قناه نشينوال جيوجرافيك و يقول انه مجرد محتوى مكرر لكن للأسف نحن لا نتحدث هنا عن الحيونات بل نتحدث عن البشر. !!!!!؟؟؟؟؟

 مقدمه

 للحظه و انا فى مكتبي فكرت - و أنا بالمناسبة مجرد مهاجر أخر - لماذا نسافر ولماذا نرتحل؟. نظرت حولي وجدت خليط من الجنسيات التي تعمل معى فى مقر عملي كلها مهاجره و كلها بعيده عن أوطنها. ما الذى دفعهم لترك أوطانهم وعائلاتهم و جيرانهم و حياتهم التي إعتادوا عليها منذ الصغر بل و الأغرب من ذالك تركوا زوجاتهم و اطفالهم فى بعض الأحيان! . وبعضهم من تزوج حديثا ثم هاجر أو هاجر قبل أن تضع زوجته مولودها الأول. سالت نفسي هل الأوضاع الاقتصادية المتردية فى بعظم بلدان العالم الثالث هي السبب أم ان هناك أسباب أخرى هي التي تدفع البعض الى الهجرة خارج الأوطان.و لماذا يخرجون لملاقات المجهول بحثا عن حياه أفضل. فى ضوء ذالك قررت أن أبحث عن حقيقه الأمر ولعل الله أن يوفقني فى طرح هذه الأفكار عليكم.

تعريف الهجرة

الهجرة مصطلح يعنى تنقل فرد أو مجموعة من البشر من مكان لمكان و أحيانا تكون لمسافة طويلة وتقوم بها مجموعات ضخمة من البشر و يطلق البعض على هذه الحركة تحرك السكان.استمرت حركة السكان في العصور الحديثة تحت شكلي الهجرة عير الاضطرارية ضمن منطقة واحدة أو دولة أو قارة والهجرة الاضطرارية (التي تتضمن الأغراض التجارية والمتاجرة بالبشر والهرب من التطهير العرقي). يُسمى الناس الذين يُهاجرون بـ"المهاجرين"، أو خصوصاً أكثر المستوطنون، بناءً على الظروف والوضع التاريخي.

تاريخ الهجرة البشرية

تشير بعض التقارير أن بدايه وجود الانسان على الأرض كانت داخل مكان ما فى قاره أسيا حيث بدأ منها الإنسان إكتشاف بقيه أجزاء العالم المترامي الاطراف. ويظن العلماء أن الأنسان اكتشف قارة أفريقيا و عاش بها قبل 150,000 عام، ثم تحرك خارجها قبل 70,000 عام وانتشر عبر آسيا وأوروبا وأستراليا بحلول عام 40,000 ق.م. أما الهجرة إلى الأمريكيتين فقد حدثت قبل ما يتراوح من 20,000 إلى 15,000 عام، وقبل 2,000 عام كانت معظم جزر المحيط الهادي قد سكنت بالفعل . و طبعا أنا أتحدث هنا عن هجرة الأمريكان الأصليين الذين سكنوا الأمريكيتين قبل أكتشف العالم الجديد على يد الرحالة الإيطالي الشهير كريستوف كولومبوس.

نظريه جسر اليابسه

قبل 10,000 عام، عندما كان مستوى البحر أخفض بـ60 متراً مما هو عليه اليوم.أكتشف العلماء تحت الماء وجود جسر يابسة بلغ عرضه 1500 كيلومتر على الأقل وربط بين سيبيريا والخليج الغربي لألاسكا. توصل العلماء من دراسة الدلائل الآثارية إلى أن شعوب الصيادين هذه عبرت مضق بيرنغ قبل 12,000 عام على الأقل واستطاعت في النهاية أن تصل إلى الحافة الجنوبية لقارة أمريكا الجنوبية قبل 11,000 عام.

إنتشار البشر وجسر اليابسه

لمذا تحرك السكان من مكان لأخر؟

بدأت حركات السكان من مكان لأخر تقربيا بعد الثورة النيلوليثية (Neolithic Revolution) وهى بالمناسبه لم تكن ثورة كالتى نسمع عنها بل هي مجرد الانتقال من صيد الحيوانات والاسماك وجمع النباتات إلي الزراعة وتربية الحيونات. وقد سافر البشر القدماء بسبب عوامل عديدة، مثل تغير المناخ والتضاريس وقلة الطعام المتوفر.

من أكبر الهجرات التارخية.

استيطان الأمريكيتين

هي هجرة ضخمة نزحت فيها شعوب من العالم القديم إلى الأمريكيتين. وكان هدفها فى البدايه الهروب من الفقر و الأمراض و الاوبئة فى القارة العجوز. ثم تبعها حملات عسكريه بعد إكتشاف الكنوز و الاراضي الشاسعة الصالحة للزراعة و تكوين المستعمرات, كما حينما هاجر الأروبيين جلبوا معهم الملايين من الافريقيين حتى يعملوا كعبيد معهم فى زراعة الاراضي او كعمال مناجم و خدم و كانوا يهجرونهم فى مراكب نقل كبيره وبصورة غير أدميه و كانوا يموتون بالألاف.

عصر الهجرات.

 فترة الهجرات Migrations Period هي مسمى أعطاه المؤرخون للحقبة الزمنية الواقعة بين عامي 300 و900 م والتي حدثت فيها العديد من الهجرات في وسط القارة الأوروبية. العديد من القبائل الجرمانية والسلافية كالإفرنج و الفاندليون والقوط وهى قبائل كانت تعيش فى قاره أروبا و كان السبب الرئيسي لهجره هذه القبائل هجمات من قبل قبائل اخرى كانت تعرف بالهون و الهون هم مجموعة من الرعاة الرحل، الذين ظهروا من وراء نهر الفولجا و هاجروا إلى أوروبا حوالي 370 ميلادية و يقول المؤرخون أن قبائل الهون هم أسلاف الأتراك و كانوا يتخذون من المجر عاصمه لهم و يقال أنهم هم من قضوا على الأمبراطورية الرومانية بعد معركة من من أعظم معارك التاريخ القديم وأشدها هولاً وهي معركة شالون خسر فيها أتيلا خسارة جزئية، فقام بالانسحاب ليلا من فرنسا نحو ألمانيا، ليعود في العام القادم بحملة عسكرية عنيفة على إيطاليا (عقر بيت الرومان) ويجتاح أتيلا شمال إيطاليا وتسقط أمام جيوشه الباسلة مدنها تباعا حتى هرب الأمبراطور الروماني و يضطر لعقد صلحا مضطربا مع اتيللا الهوني ملك الهون فى هذا الوقت.

الهجرة من منظور دينى

فى تارخينا الأسلامى قصص كثيره عن الهجرة لعل أشهرها هجرة المسلمين من مكه إلى المدينه المنوره بعد أن أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. بسبب إشتداد إيذاء الكفار لهم فى هذا الوقت. كما هاجر المسلمين بشكل مكثف خلال عصور الفتوحات الإسلامية على هيئه تجار أو مهاجرون لنشر الدين الإسلامي فى قاره أفريقيا و أسيا.

ومن اشهر قصص الهجرة فى العصور القديمة بعد الميلاد هي هجره السيدة مريم العزراء إلى مصر بسبب الطاغية ملك اليهود فى هذا الوقت الذى خاف على عرشه فاراد ان يقتل سيدنا عيسى المسيح عليه السلام وهو طفل .

كما هاجر سيدنا موسى عليه السلام مع قومة هربا من الطاغية فرعون ملك مصر فى هذا التوقيت.

الهجرة من منظور معاصر

قصة حقيقية

خرج الشاب محمد من بيته متجها لعمله صبحا كما هو معتاد لكنه فى هذا اليوم وجد سياره كبيره محمله بالحقائب الكبيرة. و حينما سأل احد المتواجدين بجوار السيارة لمن هذا قال له ان "عبدالله أبن عم محمد رجع من السعودية بس اييه شايل ومحمل" ونظر محمد إلى عبد الله الذى كان ينزل من السيارة فى هذا التوقيت فوجده وقد تغير شكله تماما. لاعجب أن 10 سنوات من الغربة قد تغير الانسان بهذا الشكل. كما أنه بدا أفضل حلا من ذي قبل و يرتدى ملابس الواضح أنها باهظه الثمن. و بين خليط من نظرات الحقد و الحسرة التى سيطرت على وجوه المتواجديين. اقترب منه الناس حاملين له التهاني على عودته بالسلامة و "نروت بيتك و حتتك" و المزيد من كلمات الترحيب المعتادة و طبعا محمد سلم على عبدالله وقاله أنه لن يستطيع الوقف معه كثيرا بسبب عمله الذى لا يريد التأخر علييه. و أنه سوف يزوره فى المساء. طبعا ظل محمد طوال اليوم ينظر إلى سقف الشركة التي يعمل بها شاردا و يفكر ماذا لو كان هوه مكان عبد الله ماذا لو سافر هو أيضا ليحقق ما حققه عبد الله لكنه يعود فى التفكير للوراء و يعي ان وجوده مع اهله و وسط ناسه افضل بكثير . لكنه ما يلبث ان يفيق على صوت مديره وهوه يقول "أنت يا أفندى أنت انت نايم ولا أييه دى مش تكيه يا حبيبى لو عاوز تنام روح على بيتكوا أنت بتاخد فلوس هنا مش ورق جرايد". و طبعا يذد الشحن النفسي عند محمد و هوه يحدث نفسه " على أييه كل ده على المرتب ألى بيخلص على الموصلات الغير ادميه ألى بركبها كل يوم وكمان البيه مش عاجبه" وهنا يبدأ محمد فى التفكير الجدي للهجرة حتى يحقق ما حققه عبد الله و يبدا مشواره بين سماسره السفر و شركات التوظيف فى الخارج حتى يجد نفسه يوما ما فى بلد غريب بعيدا عن أهله و عاداته ويظل يردد طوال الوقت الغربة مره فى كل إتصال يجمعه مع أهله.

هذه القصة الصغيرة هي مجرد بدايه لما أريد أن أتكلم فيه كل من قراء هذه القصة أحس ولو أحساس بسيط أنه هوه محمد. وليس بالضوروره أن يكون عبد الله عائدا من الخليج ممكن أن يكون عائدا من إطليا أو من امريكا. الدوافع تتشابه فى حالات الهجرة فسبب الهجرة الأصلي فى بلدنا العربية هوه الفقر و إنخفاض مستوى الأجور مع ذياده فى عدد ساعات العمل نظرا لعدم وجود قوانين صارمه لحماية العمال. كما يعد الياس فى المستقبل سبابا من أسباب الهجر’ حتى لا يقتل الانسان طموحه فيسعى لغد أفضل لكن فى مكان أخر. و يظهر اليأس من المستقبل بسبب ظاهر البطالة التي يعانى منها معظم شباب الوطن العربي و الذى يريد فقط أن يعيش و يتزوج و ينجب و أن تحترم أدميته فقت فيقرر الهجرة. ومن الناس من يصبر على بلاء الغربة حتى يعود بالأموال التي تساعده على ان يكون أنسان ذو مظهر جيد داخل بلده الأصلي و يعوض بها ما فاته خلال سنوات الغربة. و هناك دوافع أخرى فى بلدان مجاورة مثلا بسبب الحروب مثلا.

للأسف فى بلدنا العربيه نحب التفاخر جدا. و دائما ما يتفاخر الشخص الناجح بنجاحه امام الناس. فيجعلهم يحلمون بتحقيق نفس النجاحات التى حققها هذا الشخص. منهم من يسلك الطرق الشرعية فى الهجرة التي هي فى الأغلب تكون طرق صعبه وفيها الكثير من الأوراق و المستندات و الروتين. أو يلجأ البعض للسفر عبر الهجره الغير شرعيه. و التي يروح ضحيتها الألاف من البشر الطامحين فى مستقبل افضل.

الهجرة الشرعية

الهجرة تعني في أبسط معانيها حركة الانتقال - فرديا كان أم جماعيا - من موقع إلى آخر بحثا عن وضع أفضل اجتماعيا كان أم اقتصاديا أم دينيا أم سياسيا. و تعد الولايات المتحدة الأمريكية هي الوجه الأولى لكل راغبين الهجرة ولكن الولايات المتحدة وضعت شروط خاصه لقبول طلبات الهجرة للأراضي الامريكيه وهى - على سبيل المثال - ,لم الشمل لمن له اب او ام او اخت او ابن او ابنة او زوج او زوجة في الولايات المتحدة الامريكية ,و هجرة التبني هجرة رجال الاعمال الذين يريدون استثمار أموالهم في امريكا - غالبا يكون الحد الادنى هو ما يعادل مليون دولار امريكي -, و حالات اللجوء الانساني و الهجرة عبر اليانصيب الذي تنظمه وزارة الخارجية الامريكية سنويا. حيث تخصص وزاره الخارجية الأمريكية حوالي 50000 تذكره سنويا دخول تعرف بإسم Green Card تسمح لحاملها المرور للولايات المتحدة الأمريكية عبر ياناصيب عالمي تكلفه الإشتراك فيه دولار واحد ولك ان تتخيل عدد البشر الذين يحاولن الحصول على الجريين كارد و مكسب الولايات المتحدة من هذه المسابقة!!.

و هناك دول اخرى بحاجه إلى العمالة النادرة و رجال الأعمال كدوله كندا. التي تعتمد نظام يسمى نظام النقاط و الذى بمقتضاه تهاجر أذا حققت الحد المطلوب من النقاط مثلا نقاط على مستوى التعليم و نقاط على الحالة الإجتماعية و نقاط على أجاده اللغة و نتجيه مجموع نقاطك هي ما تحدد إمكانيته السفر من عدمه.

اما الهجرة إلى الدول الأروبية فى بادئ الأمر كانت تلك الدول بحاجه إلى الأيدى العامله ولكن مع ذياد ه تدفق المهاجريين زدادت إجراءات الدول الأوروبية لمنع الهجرة غير الشرعية مع بداية تطبيق اتفاقية "شنغن" التي دخلت حيز التطبيق بدءا من يونيو/ حزيران 1985 والتي تسمح لحامل تأشيرة أي دولة من دول الاتحاد الموقعة على هذه الاتفاقية بالمرور في أراضي بقية الدول ومع تنفيذ هذه الاتفاقيه ذاد ولع الناس لدخول تلك البلاد التى وضعت لاحقا أجرائات أشد صرامه للتعامل مع طلبات الهجره من جميع دول العالم.

اما عن الهجره إلى الدول العربيه مثال دول الخليج الغنيه بالنفط فقط ظهر من القرن الماضى ومع أكتشاف البترول فى هذه البلدان احتياج حكومات هذه الدول ألى المذيد من الأيدى العامله حتى تنفذ مشاريع التنميه الخاصه بها . ولكن ومع تذايد أعداد المهاجريين أليها بدأت فى تقنين أوضاع المهاجرين بوضع إجرائات صارمه على الوافديين و على أصحاب الأعمال الذين يستوردون هذه الطاقه البشريه حتى لايقع سكان تلك البلاد فى مشكله البطاله.

الهجره الغير شرعيه

تعتبر من أكثر المشاكل التى تعانى منها حكومات الشعوب. و بأنتظام تطور الدول دائما حلول للتصدى لهذه المشكله لكن بلا جدوى لان أيضا سماسره الهجره يطورون حلولا أخرى لتنفيذ مشروعاتهم بتهجير الناس. ويصعب تحديد حجم الهجرة غير الشرعية نظرا لطبيعة هذه الظاهرة ولكون وضع المهاجر السري يشمل أصنافا متباينة من المهاجرين فمنهم من الأشخاص الذين يدخلون بطريقة غير قانونية إلى دول الاستقبال ولا يسوون وضعهم القانوني و الأشخاص الذين يدخلون دول الاستقبال بطريقة قانونية ويمكثون هناك بعد انقضاء مدة الإقامة القانونية و لأشخاص الذين يشتغلون بطريقة غير قانونية خلال إقامة مسموح بها و لأشخاص الذين يشغلون منصبا دون المنصوص عليه في عقد العمل.

ومع هذا يصعب معرفة دقه تقديرات منظمه العمل الدولية و التي تقدر حجم الهجرة السرية ما بين 10- 15% من عدد المهاجرين في العالم البالغ حسب التقديرات الأخيرة للأمم المتحدة حوالي 180 مليون شخص. و طبعا لا يمكنا أن نتحدث عن الهجرة الغير شرعيه دون إستحضار ما تخلفه هذه الظاهرة من ضحيا بالالاف ما بين موتى و معتقلين و مفقودين من الشباب.  

الهجرة و الحلم الأمريكي
طبعا الولايات المتحدة الامريكية عرفت دوما بانها بلد الفرص و الاحلام منذ بدأ الأروبيين النزوح إليها حتى وقتنا الحالي لذالك فهي المقصد الاول للمهاجريين من كل الجهات حتى من أقصى العالم من دول شرق أسيا التي يدخل إليها المهاجرون سرا داخل حاويات عملاقه كالتي ينقل فيها البضائع و احينا تلقى السفن بعض هذه الحاويات فى البحر حينما تسؤ الأحوال الجوية فيموت مائه مهاجر أو أكثر فى لحظه واحده, و أيضا يحلم البعض فى الهجرة إلى الولايات المتحدة الامريكية عن طريق المكسيك فالمكسيك دوله تعتبر ناميه و طبعا لا تقارن بجرتها الولايات المتحدة الأمريكية و التي هي حلم كل مهاجر و طبعا أشهر المهاجرون من هذا الطريق هم أهل أمريكا اللاتينية و الذين يقعوا ضحيه للمفيا الأمريكية و المكسيكية حيث يهجرونهم بطرق غير إنسانيه و احينا يهربون معهم المخدرات و هناك بعض العصبات تجبر المهاجرين بعد نجاح دخولهم البلاد وخصوصا من النساء على أن يعملوا لديهم فى الأعمال المنافية للأخلاق مثل الدعارة أو حتى تصوير الأفلام البذيئة.

حلم الشباب بين الواقع و الحقيقة المرة
كما ذكرت فى قصه الشاب محمد الذى دفعه وضعه الإجتماعي للتفكير فى السفر. هناك بلدان كامله تفكر فى السفر إلى أروبا و خصوصا إلى إيطاليا نظرا لان شواطئها هي الأقرب من حيث الموقع الجغرافي. اللافت للنظر أن معظم الشباب المصريين الذين يتسللون إلى أوروبا يأتون من محافظات الدلتا بشمال مصر, خاصة من قراها، بل ان هناك قرى تخصصت في إرسال أبنائها إلى دول أوروبية بعينها، ففي قرى مدينة المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية هناك قرية تسمى محلة زياد، تخصص أبناؤها في السفر إلى فرنسا حتى أطلق عليها «باريس». وفي إجازة الصيف يمكن أن يرى المرء عشرات الشقراوات الفرنسيات وهن يتجولن في أزقة القرية بصحبة أزواجهن وأولادهن الذين يجمعون بين الملامح الشرقية والفرنسية، وهناك قرية قطور البلد التابعة لنفس المحافظة التي تخصص أبناؤها في الذهاب إلى اليونان، بينما يفضل أبناء قرية منشية نجاتي، التابعة لمحافظة المنوفية السفر إلى ألمانيا، وتتخصص بعض قرى الفيوم في السفر إلى ايطاليا. هذا التخصص يعود في الأساس إلى الرواد من هؤلاء الشباب الذين تسللوا إلى أوروبا في الثمانينات، حيث يقوم هؤلاء بمساعدة أقاربهم وأبناء عمومتهم وقريتهم في سلوك نفس أسلوب السفر ومساعدتهم في أيامهم الأولى في رحلة البحث عن مسكن وعمل.. واقامة في القارة الأوروبية. تطون قرية درج الناس في محافظة الفيوم على تسميتها «ميلانو»،

لأن سبعة آلاف من أبنائها هاجروا الى مدينة ميلانو الإيطالية، بل إنها يمكن بسهولة أن تحصل على لقب أغرب قرية في مصر، ففيها يمكن أن يرى المرء أبراجا سكنية تقبع بجوارها أكواخ مبنية من الطين اللبن، مبان شاهقة وبنايات عالية وفي الناحية المقابلة عشش من القش يعيش فيها الفلاحون. يمكن السير في شوارع القرية مع مراعاة «فروق التوقيت» بين بيوت لم يصبها أي تطور يذكر منذ سنوات طويلة وبيوت تضاهي مباني العاصمة المصرية القاهرة فخامة وارتفاعا. كما يمكن أن يرى المرء أحدث السيارات ذات الماركات العالمية وبجوارها تسير الحمير، وهي تحمل الحشائش عائدة من الحقل! وهناك أيضا محلات للصرافة تتعامل باليورو والدولار، بينما تقف امرأة عجوز أمامها تبيع خضروات في سوق قريب. وفي تطون يمكن أن يسمع المرء الصبية وهم يلوكون في أفواههم بعض الكلمات والجمل الإيطالية أثناء لعبهم معا. وهناك أيضا يمكن، في جولة صغيرة، مطالعة عشرات المتاجر التي تحمل أسماء إيطالية، فهذا «دريم روما» لمستحضرات التجميل، وذاك «ميلانو كلين»، وآخر يسمى بـ«جوهرة ميلانو». وفي وسط النهار وعلى المقهى الصغير الذي يقبع وسط تطون القرية ذات الأربعين ألف نسمة، يجلس عبده مصطفى (كهربائي) يحتسي الشاي ويدخن، قائلا: «ماذا نفعل؟ لماذا يجب أن نعيش هنا في هذه الظروف الصعبة، تخطيت الخامسة والثلاثين ولا أجد ما أتزوج به، فدخلي الشهري حوالي 700 جنيه!!.

ويضيف عبده «مشكلتي أنني لا أستطيع توفير المبلغ الذي يجب دفعه لسماسرة الطريق، ولو توفر هذا المبلغ معي لسافرت الليلة على أول مركب إلى سواحل ايطاليا وليكن ما يكون». ويرفض عبده اعتبار السفر بطريقة غير شرعية مغامرة غير محسوبة، قائلا: «الفرق بين الفقر والموت مش كبير أوي، ومثلما يقول المثل المصري: «يا نعيش عيشة فل، يا نموت إحنا الكل». محمد الخطيب، وهو أستاذ جامعي من نفس القرية كان له رأي آخر، حيث يرفض السفر إلى إيطاليا رغم أن معظم أقاربه هناك منذ سنوات، ورغم تخطيه الثلاثين من دون زواج. يقول الخطيب: «المشكلة تكمن في الرغبة في الثراء السريع لدى الكثير من شباب القرية في ظل غياب الوازع الديني»، مشيرا إلى أن القرية تشهد تفاوتا كبيرا للغاية بين أولئك الذين ذهبوا إلى ايطاليا وعادوا منها، والذين لم يغادروا القرية ؟؟!! و ناهيك عن رحله الموت تلك التي يروي الناس احدثها المروعة و التي تتلخص فى اتفاق مع سمسار إما عن طريق الدفع الكاش و طبعا الشاب يبيع كل ما يملك من حطام الدنيا حتى يملك ثمن السفر أو يقوم بكتابه وصلات أمانه باضعاف المبلغ المطلوب ليسددها فى حاله وصوله مره أخرى إلي مصر - فى حاله لو وصل إيطاليا أساسا - بعد ذالك يسافر المهاجرون إلى لبيا و هناك يقيمون فى مخازن إقام غير اداميه و يظلون مختبئين هناك حتى تأتي اللحظة التي يامرهم بها السماسرة إلى ركوب المراكب المتجه نحو المجهول و تكون المراكب عبارة عن مراكب صيد قديمه ومتهالكه لا تسع ل 10 افراد بينما يهاجر عليها أكثر من 40 فرد و طبعا بعد ما يجردهم السماسرة من كل ما يثبت شخصيتهم حتى ما إن تم القبض عليهم ان يقلوا أنهم صيادون و هاربون من ويلات الحروب من بلاد مثل فلسطين أو العراق و تبدأ الرحلة و غن نجا المركب من خطر الغرق بسبب المياه تتركهم المراكب على حدود الدولة التي يرغبون فيها و يجب ان يسبحوا حتى الشواطئ و طبعا مع الإرهاق الشديد من الرحلة الطويلة يغرق البعض بسبب الارهاق او بسبب إصطياد القناصة الموجودين على السواحل لهم المتوقعين وصول ضيوف غير مرغوبين فيهم و نسبه قليله جدا من الذين يخرجون هم من يصلوا ويجاهدوا هناك جهدا صعبا حتى يعدوا محملين بالهدايا المغرية التي تدفع المزيد من اهل قريتهم إلى السفر مجرد روئيتهم عائدين من السفر و تستمر الدائرة و هكذا وهكذا …...............

الخلاصة

طبعا الموضوع كبير ويصعب التكلم فى كل شيئ فيه فى تدوينه واحده لكن لعلى أكون قد وفقت فى ذكر معظم الاسباب التي تدفع الإنسان للهجرة و لعلى حزين كل الحزن و انا اكتب هذه السطور على ملايين الشباب الذين ماتوا بسبب اوضاع إقتصاديه و إجتماعيه السبب فبها هم الأنظمة الدكتاتورية التي كانت تحكم البلدان العربية أتمنى أن تنتهى هذه الظاهرة من بلدنا العربية . بعد أن حصلت بعض منها على حريتها و الله الموفق.

 احمد محمدى